بالنار من فوق ومن تحت.
(خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ)
والسؤال الذي وجهه المفسرون الى أنفسهم هو : لماذا استثنى القرآن بمشيئة الله؟ وتعددت إجاباتهم حولها ، واعتقد ان الجواب الأقرب هو : ان الله يفي بوعده الصادق ولكنه لا يحتم عليه شيء. لا سيما وان عذابه وثوابه للأشقياء ، أما السعداء ، فليسوا بقدر الجريمة بل بالصلاح فحسب ، وأيضا بسبب ارتباط ذلك كله بمقام الربوبية ، فالصلاة لأنها كانت لله فهي ذات ثواب عظيم ، وكذلك ترك الصلاة أصبح عملا قبيحا ذا عقاب شديد بسبب ارتباطه بمقام الله العزيز المتعال. لذلك فهو الذي يحدد مداه وقدره ، ومتى نهايته ، وربما يشير الى ذلك قوله سبحانه :
(إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ)
[١٠٨] اما السعداء فهم في الجنة ما دامت الجنة موجودة بأرضها وسمائها. ولكن مشيئة الله فوق كل ذلك ، فلربما شاءت إرادته التي لا تحد ان يعطي للجنة استمرارا أكثر ليعطي للمؤمنين فرصة أكبر للبقاء.
(وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ)
ويشير الى هذا المعنى الذي ذكرناه للمشيئة قوله سبحانه.
(عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ)
اي ان عطاء ربك غير مقطوع.
ولعل ذلك اشارة الى الخلود في الجنة ولكنه لا بمعنى تبدل ذاتي يحصل في