يضيع الله أجر المحسنين ، وهذا هو جوهر الصبر. حيث ان الثقة بأن العمل الصالح يستتبع الجزاء الحسن عاجلا أم أجلا انما تسلي النفس عن الشهوات وعلى الصعوبات.
(وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)
[١١٦] والمقاومة تهدف ـ فيما تهدف ـ إيجاد مجموعة من المؤمنين يكونون تيارا رافضا للأنظمة الفاسدة (حنيفا مسلما).
(فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ)
اي لم تبق الا مجموعة باقية لم تفسد من أبناء المجتمع. لان عملهم كان هو النهي عن الفساد ، ومقاومة الانحراف.
(إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ)
لقد كانت هنالك فعلا مجموعة بسيطة من هؤلاء أنجاهم الله سبحانه ، بينما أهلك الله الآخرين.
(وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ وَكانُوا مُجْرِمِينَ)
كيف فسد الظالمون؟
لقد اغتروا بتلك النعمة التي وفرها الله لهم ، حتى اتبعوا مسيرة تلك النعمة ، وضيعوا أنفسهم ، وتوحي هذه الآية بأن فساد الناس بالنعمة إنما يتم بسبب ظلم الناس لبعضهم البعض ، وتقدمهم على صفوف الآخرين ، كما ان نوع الفساد يرتبط بنوع النعمة المتوفرة لديهم ، ففساد الثروة غير فساد القوة أو فساد العلم ، والفساد يؤدي الى الجريمة وهي الاعتداء الصارخ على حقوق الناس ، والانتهاك العلني للقيم