وامر يوسف بأن يبتعد عن السوء ، وأمرها بأن تستغفر لذنبها لأنها هي الخاطئة.
وهكذا أنقذ الله يوسف مرة اخرى من السوء ، ولو كان يوسف فرضا قد استجاب لها ، ودخل زوجها عليهما فما ذا كان مصيرهما ، أو ليس القتل ..؟
بينات من الآيات :
ما هي العصمة؟
[٢٤] هل الأنبياء معصومون بذاتهم أم بإرادة الله وروح الارادة؟
لأن الأنبياء بشر يميلون بطبعهم نحو الرذيلة كأي بشر آخر ، يذوق جسدهم ألم الجوع والارهاق والضرب والعذاب ، كما تتحسس قلوبهم بالم الغربة وبضغط الشهوات المكبوتة ، ولكن لأنهم موقنون. ويعصمهم الله بروحه فإنهم يتجاوزون أنفسهم بسرعة ، وآيات القرآن التي تعكس هذه المفارقة في حياة الأنبياء كثيرة ، ولا يكاد نبي مذكور اسمه في الكتاب يخلو عن حالة صعبة اجتازها بتوفيق الله ، ولولاه ولو لا روح الايمان لتردى كأي بشر آخر ـ حاشا لله ـ ويوسف واحد من هؤلاء البشر الكرام ، المعصومين بروح الله ، فلأنه إنسان مكتمل الشخصية البشرية كان يهم بها ، ولأنه موقن ومعصوم فقد رأى برهان ربه.
ومن هنا نعلم ان همّ يوسف لم يتم عمليا بل كان همّا بالقوة ، فلو لا برهان ربه المانع من همّه بالمعصية لكان قد همّ بها ، والتعبير القرآني يبين بلطف عجيب هذه المفارقة في آية اخرى حيث يقول ربنا عن النبي محمد صلّى الله عليه وآله : «وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً» (١).
__________________
(١) الإسراء / ٧٤.