[٢٧] (وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ)
أي انها هي الكاذبة وهو الصادق.
[٢٨] ونظر السيد فاذا القميص قد شق من خلف.
(فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)
أي ان الذي حدث ابتدأ من النساء باعتبار انهن ذوات كيد عظيم.
والكيد هو طلب الشيء بما يكرهه ، كما طلبت المرأة يوسف بما يكرهه ويبدو أن في الآية إشارة الى أن ابتداء الفاحشة من المرأة ، إذ أنها فتنة للرجل ، وعليها ألا تظهر فتنتها عليه.
[٢٩] ثم وجه العزيز خطابه الى يوسف (ع) وأمره بالسكوت والاعراض عن القضية وعدم فضح امرأته بما فعلت ، واكتفى بدعوتها بالاستغفار لخطئها.
(يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ)
ويبدو من هذه الآيات ان الفاحشة كانت شائعة في ذلك البلد ، وانها لم تكن قبيحة الى تلك الدرجة بسبب سلب الغيرة منهم ، وإلّا فكيف يسكت الزوج عما رآه من زوجته رأي العين من مراودة فتاها ، بل يأمر الفتى بالاعراض عن الأمر وعدم مطالبتها بعقابها.