عشقها وسيلة للحطّ من شأنها ، فأرادت أن تورطهن في حب يوسف لتنقذ نفسها من المشكلة ، فأرسلت إليهن وهيأت لهن مائدة ، واعطت لكل واحدة منهن سكينا ، وأمرت يوسف بأن يدخل عليهن.
(فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً)
المكر لغة : هو الفتل بالحيلة الى ما يراد ، وانما سميت الاشاعة التي بثتها النسوة حولها مكرا لأنهن أردن شيئا آخرا من الاشاعة. ربما إسقاط هيبتها أو محاولة الوصول الى يوسف ، ومعرفة سبب ولهها به.
أما المتكأ : فهو الوسادة وهي كناية عن المائدة أو لا أقل المجلس الطويل الذي يستراح اليه ، وتدل الآية على وجود شيء يؤكل ويهيء قبل الأكل بالسكين.
(وَآتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَ)
وهكذا خرج يوسف على النسوة في وقت انشغالهن عنه بالطعام.
(فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ)
أي عظّمن يوسف أيما تعظيم ، بجلاله وجماله.
(وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَ)
فأخذن يجرحن أيديهن بسبب الانشغال بجمال يوسف.
(وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً)
أي ان يوسف منزه عما ينسب اليه ، ونزاهته انما هي لله بل انه ليس ببشر.