(إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)
إذا فالتعيير الذي تعرضت له امرأة العزيز بسبب مراودتها لفتاها حتى قالت عنها النسوة انها في ضلال مبين. لم يكن في موقعه أبدا. إذ انه أرفع من مستوى البشر ، فكيف يحسب فتى عاملا في بيت العزيز ـ كما كانوا يزعمون ـ.
[٣٢] واستفادت امرأة العزيز من الوضع وأجابت عن تعييرهن لها.
(قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ)
ان هذا هو سبب تعييركن لي ، فهل يعيّر من يعشق مثل هذا الفتى.
(وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ)
أي انه طلب العصمة من الله حتى لا يفعل ما يؤمر به.
(وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ)
وهنا أرادت زليخا ان تأخذ الشرعية من النسوة لفعلها ، ويبدو ان النسوة قد أعطينها تلك الشرعية مما دلّ على مدى الفساد المنتشر في ذلك المجتمع الجاهلي ، حيث انه يسمح لامرأة تحب الفجور أن تسجن فتى بريئا لمجرد طهارته واستعصامه بالله عن الفحشاء.
السجن أحب الى :
[٣٣] ويبدو أن النسوة اختلين بيوسف الواحدة تلو الاخرى بحجة السعي وراء اقناعه بقبول كلام سيدته ، ولكنهن عرضن ليوسف الفجور بهن ، والشاهد هو قول يوسف الذي ضاق بهن ذرعا ، وتوسل بالله أن ينقذه من أيديهن ولو كان بالسجن.