ذلك لان الولاية الحق لله ، والحاكمية والسيادة والملكوت لله سبحانه ، فكل حكم لا يستند الى الله والى حاكميته. بأن لا يكون بإذن الله ، ولا يهدف اقامة حكم الله فهو حكم باطل وزائل.
(إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ)
فلأن الولاية الحق لله في الكون ، ففي مجال التشريع وفي الواقع السياسي يجب ان يكون هو الحاكم من خلال خليفته ورسالته.
(أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ)
فلم يأذن للسلطة الا بأذنه. ولم يبح الحكم كما أباح ـ مثلا ـ خيرات الأرض وبتعبير فقهي : الأصل في نعم الله الإباحة والحلية ، فالبشر حر في الانتفاع إلا إذا جاء نص بخلاف ذلك ، ولكن الأصل في السلطة هو العكس تماما. اي ليس لبشر ان يطيع بشرا في سلطة الا بعد التثبت من وجود نص.
(ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
اي هذا هو النهج السليم للحياة. الا يطيع أحد أحدا الا بأذن الله ، وليس يدين أبدا بسيادة الطغاة أو السكوت عنهم. وحاكمية الفراعنة والرضا بها. من هنا نعرف مدى دلالة الآية على ان الدين هو السياسة. والسياسة هي الدين.
لذلك تجدهم يفصلون الدين عن السياسة ، ويقول فرعونهم : لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين ، ويقول هامانهم : لا دخل لرجال الدين في السياسة ، ويقول قارونهم : اننا نريد رجال دين لا يتدخلون في السياسة.
وجمهور الناس يسعون من أجل فصل الدين عن السياسة تحت تأثير التضليل