حيث انه يعني التحرر من عبودية الطاغوت وعبودية المال والشهوات. ولكن أكثر الناس لا يشكرون الله في الأيمان بهذه النعمة.
[٣٩] رابعا : بين يوسف (ع) لصاحبيه وزميليه في السجن الذين تقاسما وإياه المعاناة والأذى. ان أكثر الحروب والصراعات الاجتماعية ، والخلافات الهدامة انما هي نتيجة مباشرة للشرك. حيث ان كل فريق يعبد صنما من دون الله ، ويطيع ربا مختلفا عن رب الآخرين ، فكل يعبد صنم أرضه وإقليمه وقومه وعشيرته وحزبه. فيختلفون.
(يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ)
[٤٠] خامسا : بين ان الأصنام التي تعبد من دون الله تعالى ان هي الا انعكاس لأوضاع وحالات انحرافية فاسدة داخل المجتمع أو النفس ، وليست لها قدسية أو واقعية حقه.
ان صنم الإقليمية انعكاس لضيق الأفق ، وشذوذ الفكر ، ومحدودية الرؤية ، فهو إذا اسم سماه الإنسان وليس حقا أنزله الله ، وهكذا صنم الوطنية والعنصرية والشوفينية والقومية .. وكل الأصنام الباطلة. إنها أسماء اخترعها الإنسان انعكاسا لواقعه الفاسد ، وليس تعبيرا عن الحقيقة.
(ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ)
نعم هنالك أسماء ورموز ينزل الله بها سلطانا فتكتسب الشرعية من الله. مثل الرسول وخليفته ، وصاحب الفقه والعدالة ، وكل القيادات الشرعية التي تطاع بأذن الله وباسم الله. لا بأذن الشعب أو باسم الأصنام.