وبعد ان وعدهما بتأويل رؤياهما قريبا. أخذ يبلغهما رسالات ربه. ابتداء من نفسه حيث كان معروفا عندهما بالإحسان والفضل فقال لهما :
اولا : انه رسول من الله.
(ذلِكُما مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي)
فلقد علمه الله تأويل الأحاديث.
ثانيا : انه حنف عن الشرك الذي اتخذه قومه ملة لهم ، ورفض طريقة قومه وملتهم ، وثار على نظامهم الثقافي والاجتماعي.
(إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ)
ان طريقة هذه الجماعة ليست المثلى لأنها قائمة على أساس الكفر وإني ارفضها رأسا.
[٣٨] ثالثا : اما الملة المثلى في طريقة آبائي ـ إبراهيم وإسحاق ويعقوب ـ وهكذا بين يوسف (ع) انه من سلالة النبوة.
(وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ)
وان طريقة هؤلاء قائمة على أساس التوحيد ، ورفض كل أنواع الشرك ، وكل ألوان العبودية والطاعة لغير الله.
(ما كانَ لَنا أَنْ نُشْرِكَ بِاللهِ مِنْ شَيْءٍ ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنا وَعَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ)
فالتوحيد ليس فقط واجب الهي مقدس ، بل وأيضا نعمة كبري على البشرية.