القرآن بأنه مفترى.
ولكنهم لا يستجيبون حتما لهذا التحدي ولا بد ان نعلم ان الذي انزل انما انزل بعلم الله وهو صنيعة ذلك العلم المحيط بكل شيء ، وعلينا أن نسلم للقرآن بكل جوانحنا وجوارحنا.
ويبدو ان هذا الدرس تمهيد لبيان حقيقة الرسالة وقصص استقامة الرسول ضد خرافات الجاهلية.
بينات من الآيات :
بين النعماء والضراء :
[٩] ما دامت النعمة من الله ، فزوالها عن البشر لفترة أو وجودها عنده في وقت آخر ليس دليلا على بقائها أو زوالها الى الأبد ، إذ ان تلك القدرة التي منحت النعمة أو إزالتها انما الحكمة بالغة ، والله قادر على ان يعيدها وفق تلك الحكمة ومع توافر شروطها ، لذلك لا ينبغي ان يحيط اليأس بالبشر عند افتقاد النعم ، ولا يجوز ان يكفروا بسائر النعم التي أسبغها الله عليهم ، ويلبسوا نظارة سوداء يبصرون الحياة من خلالها ، فلا يرون شيئا الا ملبّسا بالسواد.
(وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ)
[١٠] وعند النعماء وهي حالة هبوط النعمة التي لو جاءت بعد الشدة والضراء لكانت اعمق أثرا في النفس ولذلك قد تفقد توازن الإنسان ، ويحسب ان الصعاب قد ودعته الى الأبد ، فيستبد به الفرح والسرور البالغ ، ولا يرى اي نقص أو عجز في ذاته ، بل يظل يركز نظره حول تلك النعمة ويفتخر بها.
(وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ