فَخُورٌ)
[١١] وسواء الكفر ونكران النعم ، أو الفخر والغفلة عن النواقص فانها من صفات الإنسان قبل ان تزكيه الرسالات السماوية ، التي تبين له ان النعمة إذا جاءت فهي محكومة بشروطها وأهدافها ، والحكم التي ورائها ، وكذلك النقمة ، وان على الإنسان الا ييأس مع زوال النعمة التي هي (رحمة الله) ولم تكن جزءا من ذات البشر. لأن هذه النعمة قد تعود اليه هي أو أحسن منها ، ثم لأن هناك نعما اخرى أعظم منها لا تزال قائمة عنده فباليأس والكفر سوف تزول ـ لا سمح الله ـ تلك النعم أيضا ، فلا يخرجك الفرح عن طورك وتفتخر بالنعمة ، فان هناك نواقص كثيرة لا تزال تحيط بك ، وعليك ان تعمل من أجل إصلاحها جميعا وهكذا تجد المؤمنين صابرين يقيمون الاحداث جميعا ، فيبصرون في أيام شدّتهم أيام رخائهم المنتظرة ، ويتذكرون ايامهم الماضية ، ويعلمون ان الحياة في تغيّر دائم ، وان سبب التغير المباشر وغير المباشر هم أنفسهم فعليهم إذا ان يعملوا صالحا في أيام الشدة لكي لا تدوم ، وفي أيام الرخاء لكي لا تزول ، ولكي يبلغوا درجات أعلى منه.
(إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ)
يغفر الله ذنوبهم فترتفع أسباب الشدة.
(وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)
بسبب أعمالهم الصالحة فهم في تقدم مستمر.
انما أنت نذير :
[١٢] لأن رسالات السماء جاءت لتزكية البشر ، فيجب ان يستقيم الرسول (ص) في إبلاغها حتى ولو عارضت أهواء الناس ، وليس لهم ان يتركوا بعض