اي انفردوا عن الناس حتى أصبحوا خالصين من دون غريب يشاركهم الأمر ، وهدف خلوصهم وانفرادهم كان النجوى ، وهنا من أبلغ ما نفهمه من آيات القرآن في اناقة الظاهر وعمق الباطن ، وتنوع المعنى.
(قالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَباكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ وَمِنْ قَبْلُ ما فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ)
اي بعد ان أخذ أبوكم منكم موثقا أيضا.
(فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ)
اي حتى يأذن لي صاحب الحق أو صاحب التشريع ، وهكذا تجلت في أخيهم الأكبر روح المسؤولية ، وظهر انه تاب الى ربه توبة نصوحا.
[٨١] وأمرهم روبين وهو أكبر الأخوة بالعودة ، وبيان كل الحقيقة ومن دون اضافة آرائهم إليها ، قال لهم :
(ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يا أَبانا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ)
ولكن دون ان تؤكدوا التهمة ، بل قولوا لأبيكم أيضا.
(وَما شَهِدْنا إِلَّا بِما عَلِمْنا)
إذ رأينا انهم اخرجوا السقاية من وعائه ، ولم نشهد بأكثر من هذا.
(وَما كُنَّا لِلْغَيْبِ حافِظِينَ)
لم نكن حافظين لما يجري في الواقع ، ولذلك لا نعرف هل سرق أخونا أم لا ، ولعله تهمة ، يبدو ان تفريطا حصل منهم بشأن أخيهم حيث قبلوا من دون تردد تهمة