(قالَ مَعاذَ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاً لَظالِمُونَ)
وذكرهم بذلك ان الإحسان يجب الا يمنع تنفيذ القوانين السائدة. والا ينقلب الى ظلم ، فالإنسان يحسن في إعطاء ماله وما هو اولى به ، ولا يحسن في اموال الناس وحقوقهم ، ولذلك جاء في الإسلام :
«لا شفاعة في حد»
الموقف المسؤول :
[٨٠] ألحوا على يوسف ـ عبثا ـ بترك أخيهم بأية وسيلة ممكنة ، فلما بلغوا حد اليأس اجتمعوا الى بعضهم يتناجون فقال كبيرهم وأسمه روبين كما يقال ، وهو ابن خالة يوسف وهو الذي نهاهم من قتله من قبل قال لهم : إننا قد عاهدنا الله عند أبينا الا نفرط في أخينا ، وقد كنا فعلنا مثله مع يوسف ، فتعهدنا وأخلفنا ، ولا يمكن ان نكرر الأمر ، واني سأبقى هنا انتظر امر الله ، فأما يأذن لي أبي أو يأذن لي ربي.
(فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ)
قال ابن كثير : «استيأسوا منه» و «استيأس الرسل» ويئس واستيأس بمعنى مثل سخر واستسخر وعجب واستعجب.
ولكن يبدو ان اليأس هو : العلم الصادق بعدم فائدة المحاولة بينما الاستيئاس هو الظن بذلك الذي يداخله الضعف النفسي للبشر ، وإذا كان هذا المعنى صحيحا فان ذلك يعني ان اخوة يوسف كانوا غير مستقيمين نفسيا بسبب الجريمة السابقة التي ارتكبوها بحق أخيهم ، ولذلك فهم يأسوا سريعا ..
(خَلَصُوا نَجِيًّا)