ولكنه اكتفي بتأنيبهم على ذكر أخيهم بسوء.
(قالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً)
ويطرح المفسرون هذا السؤال : ماذا كان التبرير الظاهر ليوسف حينما قال لهم : «أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً»؟ فأجاب بعضهم : ان هذا القول أسره يوسف في نفسه دون ان يبديه لهم ، وبعضهم قال : بل ظهر للناس الشقاق القائم بينهم وبين أخيهم بنيامين مما كان يكفي لتأنيبهم ، وربما كان يوسف يذكرهم بأن جفاءهم لأخيهم هو السبب في سرقته لو انه فعلا ارتكبها ، ولكنه هز ضميرهم بقوله :
(وَاللهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ)
وانه هل هو فعلا صحيح أم لا؟ وبالتالي. هل قد سرق اخوه أم ان ذلك ليس سوى تهمة؟
[٧٨] وتذكروا موقفهم مع أبيهم يعقوب ، واكتشفوا ان مصيرهم بالتالي مرتبط بمصير أخيهم ، فأخذوا يتضرعون الى عزيز مصر بأن يعفو عن أخيهم أو ان يأخذ أحدهم مكانه.
(قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)
وهكذا يتردد البشر بين حالتين متناقضتين فبين ان يتهم الأبرياء بالسرقة وبين ان يفدي بنفسه في سبيل الوفاء بعهده.
[٧٩] اما يوسف (ع) الذي رتّب كل تلك الخطة للإبقاء على أخيه عنده ، فرفض العرض.