وكيف ان الله لطيف يجري سننه برفق. وبحسن تدبير وهو عليم حكيم. ثم استغل المناسبة لكي يدعو الله ويحدد موقفه من الملك الذي أنعم به الله عليه. فقال ان الله أتاه الملك وعلمه من تأويل الأحاديث لذلك فهو يطلب منه مزيدا من الفضل ـ وهو فاطر السموات والأرض وهو الولي في الدنيا ـ ذلك الفضل هو ابقاؤه في الدنيا على الإسلام وإلحاقه بالصالحين في الآخرة. كل ذلك كانت قصة يوسف (ع) التي اوحى بها ربنا الى قلب الرسول ، وكيف احتوت على أدق التفاصيل الهامة مثل مباحثاتهم وهم يجمعون أمرهم ويخططون لإلقائه في غيابت الجب.
بينات من الآيات :
نسائم البشرى :
[٩٤] حينما تحركت القافلة التي تحمل قميص يوسف (ع) تجدد الأمل في قلب يعقوب برؤية ابنه المختطف بعد طول المعاناة فقال لمن حوله اني أجد ريح يوسف.
(وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ)
بيد ان من حوله لم يكونوا يصدقوه.
أولا : لأنهم اعتقدوا أن أمل يعقوب نابع من حبه العميق لابنه يوسف.
ثانيا : لأنه لم يكن معقولا عندهم ان يجد أحد ريح ابنه من بعيد خصوصا من مسافة عشرة أيام سيرا لذلك قال يعقوب :
(لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ)
أي تضعفون رأيي. وتحاولون إبطاله .. ويبقى هذا السؤال هل ان الحاسة السادسة .. التي هي قد تكون تركيزا. لمجمل القوى العلمية عند البشر هي التي