آمِنِينَ)
ان أعظم نعم الله على أصحاب المدن هو الأمان. والابتعاد عن الحر والبرد والحيوانات الضارية. والغزو والنهب وما أشبه.
[١٠٠] أما أبواه فقد استقرا عند يوسف على عرش الملك. بينما سجد الجميع لله شكرا لهذه النعمة.
(وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً)
قال بعضهم إن السجود كان باتجاه يوسف فعلا ولكنه لم يكن بمعنى الوقوع على الأرض. انما الانحناء التام احتراما لمقام الملك. والإكرام يجوز. فيما تحرم العبادة إذ ان الحرام هو تقديس أحد ورفعه الى مستوى الالوهية. سواء كان ذلك عن طريق السجود له أو الطاعة المطلقة له أو حتى رفع اليد ، فحتى رفع اليد إذا كان إشارة الى ان صاحبه إله. فهو حرام وشرك .. وأما لو كان الاحترام بهدف الإكرام لا التقديس ، وإذا كانت الطاعة بهدف عبادة الله والخضوع لأمره بطاعة ولي الأمر. فان السجود امامه. لا يكتب حرمة. إلّا إذا كان السجود بذاته رمزا للألوهية كما الحال بيننا نحن المسلمين.
وإن كثيرا من الشعوب ينحنون الى حد الركوع أو أكثر تحية للقاء بينهم. ولا يعني ذلك أبدا معنى الاعتقاد بألوهية من يفعلون أمامه ذلك .. وبالتالي لا يحرم عليهم ذلك بينما يحرم علينا لان الركوع قد تحول بذاته الى رمز للعبادة ، واختص به الله. وحين فعل أخوه يوسف أمامه ما فعلوه التفت يوسف الى أبيه.
(وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ)
فالشمس والقمر هما والداه ، والأحد عشر كوكبا هم أخوته الذين سجدوا أمامه