جميعا.
وهكذا جعل ربنا تلك الرؤيا حقيقية. بينما كان من الممكن لو لم يوفر يوسف شروط تحقيقها في نفسه وبسعيه وحسن إختياره إذا بقيت حلما وأماني.
(قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ)
ركز حديثه على مرحلة السجن لأهميتها ولبعد المسافة بين السجين المتهم بجريمة شرف وبين الملك العزيز الذي بيده كل شيء.
(وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ)
أي من حياة الصحراء الى العيش بمصر. حيث المدينة.
(مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي)
أي أفسد العلاقة بيني وبين اخوتي. ثم أكد ان أمر الله ينفذ برفق بين ثنايا الحياة كما الماء في مسارب الرمال. بحيث لا يعرف أحد كيف تم التحول.
(إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ)
حيث أن تدبيره يوغل برفق ومن دون صخب أو صعوبة بين صخور الحياة دون أن يقدر أحد على الوقوف أمامه.
(إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
فبعلمه سبحانه أحاط بسبل الحياة. وبحكمته أجرى تدبيره عبرها حتى النهاية.