[١٠١] في عزة قدرته وملكه لم يغفل يوسف عليه السّلام ربه. ولم ينس أنه هو الذي آتاه الملك ، وان ما عنده جزء من الملك الأكبر الذي يملكه الله سبحانه فخوّله إياه. كما ان علمه جزء مما عند الله .. وبالتالي فانه بحاجة الى ربه ليأتيه المزيد من الملك. ويعلمه المزيد من تأويل الأحاديث.
(رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ)
ان نشوة الانتصار لم تدع يوسف الى الانتقام لايام الذلة والعذاب. حيث ألقي في الجب ، وحيث وجد نفسه عبدا يتبادله الناس بثمن بخس دراهم معدودة. وحيث تسجنه امرأة العزيز زورا ، ويعاني في السجن الأمرّين ذلك لان قلبه كان عامرا أبدا بنور الله فلم يصب بعقدة النقص والانهيار والسلبية. كما لم يصب بالغرور والفخر لأنه كان يعلم ان الشر والخير فتنة ، وان البلاء رحم العظمة وقد تكون النعمة سبيل الهاوية.
كما كان يؤمن بان الحياة الدنيا بما فيها من خير وشر. قنطرة الى الآخرة التي هي الحيوان لذلك لم ينس تفاهة الدنيا بخيرها وشرها ، بسجنها وملك مصرها ، لذلك قال. وهو يدعو ربه.
(فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)
ان الهدف الأسمى للإنسان ينبغي ان يكون الاستمرار على خط الإسلام حتى الموت. ومن ثم ان يحشر مع الصالحين.
[١٠٢] وهكذا انتهت قصة يوسف يوحيها ربنا على قلب الرسول ، ويعلمنا بأدق التفاصيل فيها وبعدها ، وكيف ان المكر لا ينفع صاحبه ، وانه لا يحيق المكر