حاول أن تدير الحجر ، ماذا يحدث ان الحجر يريد الانفلات ، فلا الحجر ينفلت ، ولا هو يلتصق بيدك ، لأن كلا القوتين متساويتين ، ولكن هب أنك تركت طرف الحبل الذي بيدك ، انك تجد الحجر ينفلت ، وهب انك أثناء تدويرك للحجر تلف الحبل بيدك ستجد بعد قليل ان الحجر قد التصق بيدك.
ربما هذا التفسير يكون تفسيرا للعمد ـ والله أعلم :
(ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ)
ان الله سبحانه لم يخلق الحياة كساعة ميكانيكيّة تجري لحالها ، بل أنه خلقها ، ثم استوى على العرش يدبر أمرها ، فحتى حركتك أنت انما هي بإرادة ، فكيف بالسموات والأرض ، فالله وراء كل شيء يجري في الكون ومدبره.
هناك أحاديث عن العرش تصوّر بأنه مخلوق ، والواقع ان عقلي يقف عند هذه الأحاديث تلك التي تصفه أنه فوق الكون وأكبر منه ، وأنه على الماء ، وهذا معنى العقل : ان تقف عند حدودك ، ولا تقف بما لا تعلم. كما قال الرسول صلّى الله عليه وآله في وصيته لأبي ذر :
«يا أبا ذر : إذا سئلت عن علم لا تعلمه ، فقل : لا أعلمه ، تنجي من تبعته ولا تقف بما لا علم لك به تنج من عذاب الله يوم القيامة» (١)
(وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى)
ان الله سخر الشمس والقمر لأهداف معلومة والى وقت معلوم لذلك لا نتطرق الى هذه الأهداف ، ولكن الذي يهمنا شيئان :
__________________
(١) ـ بحار الأنوار ـ ج ٧٧ ـ ص ٧٨