الشيء الاول : ان الشمس والقمر لفظان يدلان على العموم مما كان من جنسهما ، وهذا يعنى حتى الأرض ، وربما أن الله سبحانه ذكر هذين الاثنين للاشارة الى أبناء الأرض.
ولا يمكن تحديد ذلك الوقت بالدقة الّا أن عمر الشمس والقمر يقدر بأعمار الكواكب والنجوم ، وعلى كل حال ، ان شمسنا هذه أصبحت كهلة بالنسبة الى بعض الشموس الاخرى.
يقول أحد العلماء أن (النجم) يمر من مرحلة الى أخرى عملا بقوانين التطور الطبيعي ، ولأنه كان يتطور فانه يهرم ، وقد يستغرب القارئ قولنا : ان النجم يهرم ، فمنذ ان كانت البشرية لم يسمع أحد بأن النجم القطبي ينازع ، أو أن قلب العقرب يلفظ أنفاسه! ومع ذلك فان هذا ما يحدث في الواقع ، فكل نجم إذ يلمع يشع طاقة ، كأي كائن حي خلال حياته ، وإذا أفلح بطريقة ما في تجديد طاقته فان هذه الطاقة تنضب أخيرا ، ويكون هذا النضوب سريعا بقدر ما يفرط به ، ويأتي وقت لا محالة ـ تنفذ فيه جميع وسائله ـ.
فاذا نظرنا الى الشمس نلاحظ انها شتت في الفضاء بشكل اشعاعات كهروطيسية مختلفة طاقة تبلغ (٠٠٠ و ٣٨٠) مليار مليار كيلوواط ، وهذا ما يكفي لحمل مياه المحيطات كلها على الغليان في ثانية واحدة ، وتعجز مخيلتنا عن تصور أرقام بهذا المقدار ، ولكنها تحملنا على الاعتقاد بأن هذا التبذير لن يمكّن الشمس من ان تعمّر طويلا ، ولو كانت مؤلفة من الفحم الصافي لكانت قد تحولت منذ زمان طويل الى رماد ، ولكن ما يغذي الشمس بالطاقة ليس وقودا كيميائيا عاديا ، وهي تدين باشعاعها لتفاعل زخمي حراري دائم ، كما هو معلوم.
بقي كلمة وهي ان هذه الآية تشير الى ان الزمن جزء من الطبيعة.