اما لماذا ذلك؟ فلان الصفة الحسنة مصدرها نفسية حسنة وهذه النفسية الحسنة تعطي بدورها صفات حسنة اخرى ، والعكس صحيح ، فلذلك فان الله يسوق الصفات الحسنة مع بعضها ، والصفات السيئة مع بعضها.
الملاحظة الثانية : ان للإنسان أربع علاقات :
١ ـ علاقته مع ربه.
٢ ـ علاقته مع نفسه.
٣ ـ علاقته مع الناس.
٤ ـ علاقته مع الطبيعة.
وعلاقة الكافر بهذه الأصناف مقطوعة أو هي علاقات سلبية ، فعلاقته مع ربه مقطوعة ، كما قال : (وَالَّذِينَ ... وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ). وعلاقته مع نفسه مقطوعة إذ أنه لا يحترمها وعلاقته مع الناس كذلك كما قال سبحانه : (وَالَّذِينَ ... وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) وعلاقته مع الطبيعة سلبية كما قال : (وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ).
(وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ) :
[٢٦] (اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ)
ان الله يوسّع الرزق على من يشاء من عباده برحمته ويضيق عمن يشاء بحكمته.
وقد يشاء الإنسان الدنيا فيبسط الله الرزق له ، كما قال : (وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ) (١٤٥ / آل عمران)