وقد يبسط الله الرزق للإنسان بعد ابتلائه ليأخذه على حين غرة كما قال : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ* فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ* فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ) (٤٢ ـ ٤٤ / الانعام)
اما نعم الله على الإنسان فبالاضافة الى ما سبق ربما تكون عذابا كما جاء في الحديث :
«ان العبد ليحرم الرزق لذنب أذنبه»
وربما يكون امتحانا وأخيرا إذا قتر عليك الرزق فلا تيأس من روح الله ، كما لا تعجب بما أتاك الله فقد يسلبه منك.
وانّ من حكمة الله سبحانه أيضا انه يهيء الدنيا للكافر ليلهو عن الحق ، ويبتعد عن الرسالة ، فالدنيا كما جاء سجن المؤمن وجنة الكافر.
(وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا)
الفرح هو حالة الإشباع النفسي ، مثل الطفل تشبع نفسه بمجرد حصوله على لعبة يريدها فبعض الناس تكون نفوسهم ضيقة تشبع بمجرد ان تواتيها الدنيا ، فالإنسان الذي تشبع نفسه يغفل عن مسئوليته ، ولا يجد للالتزام داعيا.
(وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ)
المتاع هي الكماليات مما ليس ضروريا ، حيث يمكن الاستغناء عنها أو الاستعاضة بغيرها إذا اهترأت .. بلى إن الحياة مزرعة الآخرة ، هنا عمل بلا حساب ،