واتّعظوا بها ، فهذه الأمم أعطيت مهلة كما أعطوا هم مثلها ، فعاجلهم الله بالعقاب لما اختاروا الكفر على الأيمان.
وبعد ذلك يسأل : هل إن الله هو القائم على كل نفس بما كسبت من خير أو شرّ أم الشركاء؟! وهل الشركاء هم الذين ينبئون الله ويوحون اليه؟!
ان مكرهم السيئات ، وتزيين ذلك في نفوسهم ، والصدّ عن سبيل الله كان السبب الرئيسي في إضلال الله لهم ، ومن يضلّ الله فلن تجد له هاديا مرشدا ، وأما نهاية هؤلاء فاما عذاب الدنيا والآخرة ، أو عذاب في الآخرة ، وأما نهاية المؤمنين فأحسن منهم مقاما وأفضل نديّا.
بينات من الآيات :
(وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ) :
[٣٠] (كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ)
ان الله أرسل الرسول الى أمة سبقتها أمم جرت عليها السنن الإلهية كما ستجري على امة الرسول (ص) أيضا ، وهذه الآية توضح الامتداد الطبيعي للبشرية ، وأن في البشرية خطّا متكاملا ، وأن الأمم مهما اختلف زمانها ومكانها عن امة الرسول فهناك جامع مشترك بين سائر الأمم ، وهي كما سبق ذكره محكومة بسنن واحدة تجري على الكل.
(لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ)
الهدف من رسالة الرسول ان يكون معبّرا عن حقيقة الرسالة ، وان الرسول مهما تحمل من الجهد فهو مجرد تال لما نزل عليه ، اي أن الرسول ليس صانعا للوحي ، وانما يؤدي دور المرآة إذ يعكس الرسالة الى أمته.