وكان أروع مثال للفلاح.
(وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً)
فكتاب موسى كما القرآن كان بينة وطريقا سويا لا عوج فيه لمن أراد ان يسير عليه ، وموسى شخصيا كان ذلك الشاهد الالهي على قومه السائرين على نهج الرسالة ، وبالتالي كان كتاب موسى إماما ورحمة ، فهو من جهة هدى واستقامة وعلم وعرفان ومن جهة ثانية حياة وسعادة ورفاه.
(أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ)
فأولئك الذين هم على بينة من الله يؤمنون بالله وكتابه ، وهذا هو نموذجهم ، وهناك نموذج أخر هو نموذج الأحزاب المتفرقين في الدنيا المجتمعين في النار.
(وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ)
فامامك أحد النموذجين ، وعليك ان تتجاوز الشك بعقلك وأرادتك وتؤمن به لأنه الحق.
(فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ)
وعليك الا تعبأ بهذه الأكثرية الضالة التي لا تؤمن بالله ، بل تبعد الشك عن نفسك وتؤمن به وتثق بعقلك.
[١٨] الله هو ذي العرش الذي يبتغي كل الناس السبيل اليه والاتصال بهداه ، ولكن بعض الناس يسيرون في الطريق الصحيح فيبلغون مرادهم ، والبعض تضلهم الأهواء ، فيفترون على الله الكذب ، ويدعون كذبا انهم على سبيل الله ، ولكن كم سيكون ذنب هؤلاء كبيرا وظلمهم لأنفسهم وللناس عظيما. إذ انهم يحرمون الناس