جاءتهم رسلهم بالحجج الواضحة فردّوا أيديهم في أفواهم ، وقالوا : إنا كفرنا بما أرسلتم به ، وأنا لفي شك مما تدعونا اليه مريب ، فقالت رسلهم : فيم تشكون أفي الله؟! وهو الذي لا شك فيه ، وقد فطر السماوات والأرض ، يدعوكم ليغفر لكم بعض ذنوبكم ، ويمنع عنكم الآثار السلبية للذنوب على حياتكم حتى ينتهي أجلكم الذي حدده الله لكم.
ولكنهم عاندوا ، وقالوا : نعم لا شك في الله ، ولكنكم بشر مثلنا ، ثم أنتم تدعوننا لمخالفة سيرة آبائنا ، ولا تملكون سلطانا مبينا ، وحجة واضحة بما فيه الكفاية.
قالت رسلهم : أجل نحن بشر مثلكم ولكن الله منّ علينا برسالاته كما يفضّل بعض الناس بمنه على بعض ، ولذلك فنحن لا نملك من دون الله ميزة عليكم ، وإذا كنا نملك سلطانا فمن الله وباذنه.
وقوة الرسل هي بتوكلهم على الله ، وبسلامة ووضوح رؤيتهم ، وان على الله يتوكل المتوكلون.
بينات من الآيات :
(اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ) :
[٦] للعادة سلبيات سلوكية ، والركون الى النعم عادة سلبية إذ ينسى البشر أسبابها ، وعلينا مقاومة حالة الاطمئنان الساذج بهذه النعم عن طريق تذكر الأوضاع السابقة ، وتذكر الذي غيّرها بأحسن منها وهو الله ، ونتساءل أبدا كيف كنا ، ولماذا أنجانا الله؟!
وهكذا أمر موسى قومه بتذكر أيام استضعاف فرعون لهم ، وكيف أنجاهم الله من عذابه.