(وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ)
يسومونكم : أي يذيقونكم.
(وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ)
أي أعظم امتحان لكم ، وأصل البلاء هو إظهار الخفي ، وفي الظروف الصعبة يستخرج البشر كنوز طاقاته ، ويفجر مواهبه الفكرية والجسدية.
لئن شكرتم ولئن كفرتم :
[٧] وتذكّر النعمة ومن أنعم بها ، أحد ابرز أنواع الشكر ، ومن عرف ان واهب النعمة هو الله ، فسعى في مرضاته لكي لا يسلبها عنه زاده ، وهكذا أعلن ربنا ان الشكر يزيد النعمة.
(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)
الزمان سيجري لمصلحة الشاكرين ، لأنهم يحتفظون بالعوامل التي أدت بهم الى النعمة من التوكل على الله ، والسعي السليم والوحدة ، وادخار الثروة ، والاقتصاد في الاستهلاك ، والعدالة في التوزيع.
وإنّ هذا لهو الشكر العملي الواجب بعد الانتصار كما جاء في آية كريمة : (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) وبالطبع سيكون تناسي النعمة ، وترك الخصائص الفكرية والسلوكية التي رافقتها أو استوهبتها ، هو الكفر بالنعمة الذي يسبب في زوالها.
(وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ)