[٨] وقد يمن العاملون على ربهم أنهم يسعون في مرضاته ، وقد يزعمون أنهم لو تركوا ربهم لضارّوه سبحانه.
(وَقالَ مُوسى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً)
كفرا نظريا أو عمليا بترك الشكر ، أو العودة الى جاهليتكم السوداء ، فلن تضروا الله شيئا.
(فَإِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ)
وغنى ربنا ليس بسرقة ، أو بابتزاز حق ، أو لأجل الفساد ـ سبحانه ـ كما هو غنى بعض الأغنياء ، بل غناه حميد لأنه منه ومن أجل خير العالمين ، وهكذا ينبغي ان يكون الأغنياء.
وهكذا سعى موسى من أجل إخراج قومه من الظلمات الى النور قبل الانتصار على فرعون وبعده ، أما قبل فعن طريق قيادة نضال قومه ، وأما بعده فبرفع معنوياتهم ، وتزكية نفوسهم لكي لا يفسدوا أو يبطروا بالنصر فيعود إليهم الظلام ، أو يبتلوا بظلام جديد.
(لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ) :
[٩] وهكذا سعى الأنبياء السابقون على موسى .. كم كان عددهم .. لا يعلمهم الا الله ، ولكن قصصهم واحدة ، وقد جرت ضمن الفصول التالية :
ألف : جاؤا بالبينات الواضحة.
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللهُ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ)