نعم .. لان خلقة السماوات والأرض قائمة على أساس الحق ، والضلالة باطلة ولذلك فهي لا مكان لها في الكون.
ثم أنّ الله هو المهيمن على السماوات والأرض ، فان يشأ يذهب بهم ويأت بخلق جديد. دون ان يكون ذلك عليه عزيزا. أجل ولذلك لا معنى للتجبر والعناد.
بينات من الآيات :
(لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ) :
[١٣] تطور الصراع الى التهديد المباشر للرسل.
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا)
أي في ديننا الذين نميل اليه ، وهكذا أظهروا طبيعتهم الارهابية ، وعبادتهم للقوة مقام الحق.
وحين لا ينفع القول الحق ويعاند الكافر ، يستخدم أصحاب الحق القوة لردع الباطل ، ولأن الرسل لا يعتمدون على قواهم الذاتية في مواجهة عناد الكفار ، بعد ان صبروا على أذاهم بل على ربهم. لذلك لم يتركهم ربهم طويلا. بل أوحى إليهم بكل وضوح أنه سيهلك بالتأكيد الظالمين.
(فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ)
وهذه سنة الله مع الرسل والرساليين جميعا ، أنه يتركهم يواجهون عدوهم بصبرهم وإرادتهم حتى يجربهم ، ولكن إذا حانت ساعة المواجهة الجدية ، فان نصره يهبط عليهم بردا وسلاما.
[١٤] وبشرهم الله بأنه مع هلاك الظالمين ينزل الرفاه والرحمة لهم.