عنده ، مثلا يقول له : ان تغير سيرة الآباء مستحيل ، أو ان تغيير الأوضاع السياسية أو الاقتصادية أمر لا نقدر عليه ، أو ان مخالفة هذا الأمير وذلك المستكبر غير ممكنة ، أو يقول له : كيف تقوم الحطبة وقد عملت فيها السنون ما عملت ، وكيف تغير الزمان وقد أفسده السلطان ، وما أنت وماذا عسى أن تفعل.
وفي يوم القيامة يعترف الشيطان ، بأنه كان خادعا في قوله هذا ، وان ارادة الإنسان هي التي تصنع واقعه ، وانه لا حول ولا قوة له ، فلا يغيث ولا يغاث.
(ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَ)
فلا أنا أغيثكم ولا أنتم.
(إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ)
وحقيقة الإشراك هو ان تعتقد ان أحدا أو شيئا غير الله إله لا يغلب. كلا .. بل كل شيء خاضع لله ، ولمن يتوكل.
(إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)
إذا كان جذر التبريرات سلب ارادة البشر ، وتهويل ما دونه في عينه ، فان العنوان الظاهر لكل التبريرات هو سلب مسئولية الفرد عن جرائمه ، لذلك أكد الشيطان في يوم القيامة ان للظالمين عذابا أليما ، فهم لا يستطيعون ان يهربوا من مسئولياتهم أبدا.
وادخل الذين آمنوا الجنات :
[٢٣] أما المؤمنون فان ربهم ضمن لهم جزاء أعمالهم الصالحة ، وقد صدقوا وعد بعضهم ، فتراهم يحبون بعضهم بسلام بعكس أولئك الذين تنابزوا بالألقاب وتبرؤوا