[٤٩] اما المجرمون فيؤتى بهم على رؤس الأشهاد وقد صفدّوا بالأغلال الموضوعة على أيديهم ، حيث يسلكون في سلسلة طولها سبعون ذراعا.
(وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ)
بعضهم ملتصق بالبعض مغلولين ـ والعياذ بالله ـ.
[٥٠] وقد البسوا من مادة القطران سرابيل ، حيث تحيط بهم مادة لزجة سوداء نتنة تشبه القار ـ يطلى بها الإبل ـ فتصبح كالثوب للقسم الأسفل من أجسادهم ، بينما القسم الأعلى منها ، يحيط به النار فتصبح كالحجاب.
(سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ)
دعنا نتصورهم في مادة سائلة يحترق نصف جسدهم في المادة ونصفه في لهيبها ، أو ليس الله عزيزا ذا انتقام.
[٥١] وهكذا لا يدع الله أية نفس حتى يجزيها بما كسبت وهو سريع الحساب ، حيث يحيط حسابه بكل صغيرة وكبيرة دون أن يعزب عنه مثقال ذرة.
(لِيَجْزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ)
وهكذا لا ينام أحد على حرير التبرير ، ويمني نفسه بالخلاص من ذنوبه الا بالتوبة والعمل الصالح.
[٥٢] وإذا كان عذاب الله شديدا فانه حكيم لم يدع العباد من دون ان ينذرهم بكلام واضح عميق الأثر بلغ قلوبهم وهداهم الى الله الواحد الذي لا يشارك ألوهيته شيء أو شخص ، فلا أمل في شفاعة الأصنام ، ولكي يتذكر من شاء النجاة وهم أصحاب العقول الذين يستفيدون من عقولهم.