بعد حلول أجله أحاط به مكره ، وهلك في الأكثر بذات القوة التي زعم انها تحميه ، فأغرق الله فرعون ، وابتلعت الأرض قارون وكنوزه ، ودكّت حصون عاد ذات الصخور التي اعتمدت عليها.
[٤٧] كما انه قد يزعم الظالمون ان الله يتجاوز عن ظلمهم ، بسبب أو بآخر ـ ولكن هيهات ـ وقد وعد ربك رسله بان يأخذ أعداءهم بعزته ، وإذا كانت صفة الرحمة والغفران أبرز أسماء الله ، فان اسم العزيز المنتقم من أسمائه الحسنى أيضا ، وانه سوف ينفّذ هذا الاسم عليهم بسبب وعده للرسل ، فلا يغرقوا في الرجاء الساذج ، ويتوغلوا في ظلم العباد.
(فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ)
[٤٨] ويبقى سؤال : إذا لماذا لا ينتقم الرب من الظالمين على كثرة ظلمهم؟ أجل انه أخّر انتقامه ليوم القيامة.
(يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ)
فلأن البحار تتبخر ، ولأن الجبال تتد كدك ، ولان الأرض تصبح قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ، فان الأرض تبدو وكأنها غير تلك التي نعرفها ، كما انه يتغير لون السماوات ، وتجتمع أجرامها الى بعضها ، حيث تجمع الشمس والقمر ، وتتناثر نجومها ، وتكون السماوات غير هذه التي نراها ، وهنالك يظهر الظالمون امام محكمة الله.
(وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ)
هنالك يتجلى اسم العزيز ذو الانتقام ، فهل من مهرب؟