المكر الخاسر :
[٤٦] قد يظن الظالمون أنهم لو كانوا أفضل خطة من السابقين لاستطاعوا ان يحموا أنفسهم من جزاء ظلمهم ، ولكن هيهات .. كل الظالمين مكروا مكرا ، ولكن المكر كان بالتالي في حدود سلطان الله ، وفي إطار هيمنته ، فهو الذي زودهم بعقل وإرادة وقوة حتى خططوا لأنفسهم ، ومتى ما يشاء يسلب منهم وعيهم ، فيتحول مكرهم عليهم.
(وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ)
أي توسلوا بكل وسيلة ممكنة للحفاظ على أنفسهم.
(وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ)
فالأمور بيد الله حقا ، وليس بيد العبد ، اختيار ما يريد ، وربنا لا يعصى عن غلبة ، بل بقوته التي منحها لعباده يعصيه الكفار.
وقد يكون مكر البشر قادرا على ازالة الجبال ولكن الأمر بالتالي بيد الله الذي زود الإنسان العقل والعلم.
(وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ)
تزعم الجاهلية الحديثة التي اخترقت الفضاء بادئة عصر الملوك ، وغارت في أعماق المحيطات ، وفلقت الذرة ، ودكت الجبال تزعم انها تستطيع الفرار من عقوبة ظلمها للمحرومين والمستضعفين ـ ولكن هيهات ـ ان الذي زود البشر اليوم بهذه الطاقات قادر أن يسلبها منهم متى ما يشاء.
إن كل جيل من الظالمين كان يحسب انه قد بلغ القمة في تسخير الطبيعة ، ولكن