ولكن قوم هود ردّوا دعواته الثلاث ، فقالوا : انك لا تملك بيّنة كافية على صدق رسالتك ، واننا لن نترك آلهتنا ، واننا لن نعطي أزمّة أمورنا بيدك ، بالرغم من أنك لا تطالب بأجر ، وزعموا أن كلامه نوع من الجنون الذي مسّه بسبب غضب الآلهة عليه ، فميّز هود نفسه عن قومه وتبرأ من شركهم ، وأشهد الله على ذلك ، وتوكل على ربه ، وتحداهم جميعا ، وأمرهم بألا يمهلوه بل يكيدون له ليعرف مدى ضعف كيدهم ، لأنه يعتمد على الله الذي يملك كل دابة ويدبر أمورها ، وهو على صراط مستقيم ... يدعو اليه ويجريه بقوته ، وبين لهم هود أنه قد انهى مسئوليته ببلاغ الرسالة ، وأن الله سوف يبدلهم بغيرهم دون أن يضرّوه شيئا ، وأن الله على كلّ شيء حفيظ.
بينات من الآيات :
رسالة هود وأبعادها :
[٥٠] أرسل ربنا الى عاد واحدا منهم يسميه ربنا بأخيهم لكي يكون أقرب الى قبول الرسالة ، وأوضح بيانا ، فأمرهم بعبادة الله ونبذ الشركاء. وفضح منذ اللحظة الاولى كذب ودجل الشركاء من دون الله. شأنه شأن سائر الرسل التي لا تهادن في دين الله أبدا.
(وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ)
اي انكم تفترون على الله الكذب ، بادعائكم ان هذه الآلهة تمثل الله في الأرض ، وربما تدل هذه الآية على أن انحراف البشر الاساسي يكون عادة في تبديل جوهر الدين لا إطاراته الخارجية ، فيفسر ذات النص الديني (الأمر بعبادة الله ، ونبذ الشركاء بمفهوم متناقض ليصبح داعيا الى عبادة الشركاء افتراء على الله ، مثلا :