يفسر قوله سبحانه : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) بان معناه اطاعة كل حاكم ظالم متجبر بمجرد تسلطه على الناس الذي يناقض تماما فكرة التوحيد واطاعة الله هكذا حدث عند المسلمين اما عند عاد فقد حدث شبه ذلك ، حيث أطاعوا الشركاء باسم انهم مستخلفون من قبل الله ، وأطاعوا الأصنام باسم أنها شفعاء عند الله.
[٥١] وإذا كانت الكهنة سدنة معابد الأصنام ، وعلماء السوء المحيطون ببلاط المستكبرين يبيعون علمهم على من يشتري ، ويستطيلون على الضعفاء ، فان هودا عليه السلام لم يطالبهم بأي أجر ، وكفى ذلك شاهدا ودليلا على صدق رسالته ، فلما ذا إذا كان يعرض نفسه لكل تلك الصعاب ، ان لم يكن صادقا ، وهو لا يطالب الناس بأجر ولا يهدف الوصول الى غاية خاصة؟!
(يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ)
[٥٢] وطالب هود قومه أن يصلحوا أنفسهم بطلب المغفرة من الله تعالى ، و ٧ ظهار الندم من الذنوب السابقة ، وبعدئذ العودة الى تعاليم السماء وتطبيقها.
(وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ)
فاذا فعلوا ذلك فان الله سوف يفتح لهم أبواب رحمته بانزال قطر السماء بغزارة ، واعطائهم المزيد من القوة والمنعة.
(يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ)
وفي غير هذه الحالة يعتبرون مجرمين خارجين عن القانون ويستحقون العذاب.
(وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ)