ويبدو ان شروط الرسالة الكريمة قد اجتمعت في كتاب سليمان لبلقيس ، أو ليس كتاب المرء رسول عقله؟!
لقد افتتح الكتاب باسم الله الرحمن الرحيم مما عكس روح التوحيد ، ومعاني العطف والرحمة عند صاحب الكتاب ، وقد كان من سليمان ذلك الذي طبقت شهرته الطيبة الافاق ، وكان مختوما ، وقد حمله طير السعد من الفضاء ، ووضعه بهدوء على نحرها ، مما دل على مزيد من الاحترام لها.
[٣١] (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)
لا تحاولوا ان تحاربوني ، انما تعالوا مسلمين. ولا ريب ان كتابا بهذا الإيجاز والأسلوب يحمل في طيّاته الوعيد.
[٣٢] (قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي)
افتوني : اي طلبت منهم الفتيا ، وهي في الواقع حكم نابع من القواعد والأصول العامة التي يلتزم بها ، فلو طبّقنا القاعدة المسمّاة بقاعدة البراءة الفقهية على حادثة معينة أو على حكم خاص فإنّا نسمّي هذا التطبيق بالفتوى ، وملكة سبأ طلبت من الملأ المستشارين البتّ في المسألة وفق القواعد والتقاليد والأفكار السائدة ، وتطبيق تلك القيم على واقع الحياة.
(ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ)
إنني لا أستطيع أنّ أتخذ قرارا حازما وقطعيّا ، ما لم تكونوا شهودا معي في اتخاذه. انها كانت تتخذ القرار بعد ان تستفتيهم وتشهدهم عليه.
[٣٣] (قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ)