قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

من هدى القرآن [ ج ٩ ]

201/493
*

وليرصد الشهوات الطارئة ، ويطهّر قلبه من آثارها .. وهكذا يستمر المرء يحارب بالصلاة حتى يختتم عمله وسلوكه بخير.

وكلما ذكرنا القرآن بالله سبحانه وبرسالاته ، والصراع الأبدي بين الحق والباطل ، والرساليين والجاهليين ، كلّما ضغطت علينا الظروف باتجاه تناسي ذلك الصراع ، وجرّتنا نحو الغفلة عما يجري في أنفسنا وفي الساحة الاجتماعية من صراع بين الكفر والإيمان ، ويكرّر الذكر الحكيم قصص المرسلين للتذكرة بهذا الأمر.

أما الهدف الخاص من تكرار القصص القرآنية فهو تبيان الفارق بين النور الالهي الهابط من عند الله باسم الرسالة ، وبين الثقافة الأرضية الموغلة في وحل الشهوات والأهواء. وبين هاتين الثقافتين فرق كبير جدّا ، وقد حدّد القرآن الكريم هذا الفرق عبر التمييز بين من يحمل هذا النور الإلهي ، وبين من يتأثر بالثقافة الأرضية ، فبينما تجد الشعراء في كل واد يهيمون ، وأنهم يقولون ما لا يفعلون ، تجد الأنبياء على نقيض مما يفعله الشعراء ، يتحملون مسئوليتهم ، ويتصدون للصراع.

وفي هذه السّورة يتابع السياق تأكيد وإيضاح الهدف ذاته ، ليبيّن لنا أن رسل الله على حق ، ولكن يؤكد ذلك بعد صمود النبي أمام الإغراءات الماديّة ، والضغوط المختلفة ، لذلك نجد سليمان (ع) يصمد أمام الإغراءات المادية والسلطوية للملك ، فلا يعتدي ولا يتجاوز حتى على حدود النملة وحقوقها ، ومن ناحية أخرى نجد أنّ صالحا ـ عليه السلام ـ الذي أرسل إلى ثمود يقاوم ضغط التهديد ، فيتآمرون على قتله ، وهو منهم ، وقوانين بلدهم لا تسمح لهم بذلك بأيّ شكل من الأشكال ، فيخطّطون من أجل القضاء عليه (ع) بطريقة معيّنة ، وهي أن تختار كل قبيلة من القبائل التسع المتواجدة في مدينة حجر ـ الواقعة بين الشامات والحجاز ـ رجلا منها فيقتلونه ثم ينكرون قتله ، فيضيع دمه بين القبائل .. وهكذا أرادوا أن يشترك جميع