فهذا النبي العظيم موسى بن عمران ـ عليه السلام ـ يعتبر من الناحية القانونية خارجا على الشرعية ، وهو من عنصر مستضعف ومستعبد ، وقد قتل منهم واحدا ، مما يعرضه للقصاص حسب قوانينهم ، ومع ذلك يؤمر بحمل الرسالة.
لقد قال موسى وهو يعبر عن هذه العقبة :
(وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ)
[١٥] تلك كانت العقبات اجتمعت أمام موسى. دعنا نستمع إلى الرب وهو ينسفها بكلمته نسفا :
(قالَ كَلَّا)
أنها ليست عقبات في الواقع بقدر ما هي مخاوف في النفس ، لا تلبث ان تتلاشى بالتوكل على الله.
أو لست أنت وأخوك تحملان رسالات الله فلما ذا الخوف إذا؟!
(فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ)
ذلك هو ضمان الانتصار.
فمن كان مع الله كان الله معه ، ومن كان الله معه فلا قوة في الأرض تقف أمامه.
وأنت أيها الداعية الكريم تجرد عن ذاتك في الله ، وهب لله نفسك وما تملك تجد الله نعم المولى ونعم النصير.