(قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ)
وتأتي في نهاية السياق معالجة هذا الخوف بقوله سبحانه : «كلا».
[١٣] ثانيا : حمل رسالات الله إلى الظالمين لا يتمّ بسهولة ، انما يسبب المزيد من الصعاب لحاملها ، وبالرغم من أنّ قدرات الفرد تتسع لكل تلك الصعاب إلا أنّ المقياس هو مدى قدرة استيعاب صدره لمشاكل العمل.
(وَيَضِيقُ صَدْرِي) ثالثا : لعل شدّة تكذيب الناس تكون سببا في انعقاد اللسان ، أو ان هذا التكذيب بحاجة الى لسان طلق بليغ.
وقالوا : كان موسى ـ عليه السلام ـ ألثغا ، حيث لم يكن قادرا على الإفصاح عن بعض الحروف.
وإذا كان الأمر هكذا فان الدرس الذي يعطيه السياق هنا هو : ان هناك معوقات جسمية قد تقف حاجزا دون القيام برسالة الله ، وعلينا تحدّيها.
(وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ)
ان حمل رسالات الله بحاجة الى إعلام قويّ ، وكان موسى ـ عليه السلام ـ يعلم مدى صعوبة الأمر ، فبادر الى طلب المساعد في هذا الحقل بالذات.
[١٤] رابعا : ليس بالضرورة ان يكون حامل الرسالة مقبولا حسب الأعراف والقوانين المرعية في البلد ، وليست تلك عقبة كأداء لا يمكن تجاوزها. إذا استصغرك القوم ، أو استهزءوا بك ، أو حتى إذا اعتبروك مجرما فلا تأبه ، وامض في طريقك ،