عباده من ينذرهم عاقبة ظلمهم.
(وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
النداء الواضح الذي لا يرتاب فيه السامع ، ولا يختلط بحديث النفس أو وساوس القلب ، يهبط هذا النداء الى موسى من الرب الذي لا تزال نعمه تتواتر على البشر ، طورا فطورا ، ومرحلة بعد أخرى.
[١١] والهدف واضح هو مقاومة الظلم ، ليس لمصلحة المظلومين فقط ، وإنما أيضا لمصلحة الظالمين الذين سيهلكهم ظلمهم.
لقد عاش موسى ردحا من عمره بين أولئك الظالمين ، دون ان يحمّل رسالة. أنها ـ إذا ـ رسالة الله ، وليست من عبقرية موسى.
(قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ)
هؤلاء الذين يظلمون الناس لماذا لا يخشون عذاب ربهم ويتقّونه؟!
[١٢] وأول ما يخشاه الإنسان قبل ان يشرع في العمل هو الفشل ، فكثير من الناس يتركون العمل لمجرد الخشية من فشلهم فيه ، ولأن القرآن يعالج كل أمراض البشر ، ولأن هذه السورة المباركة برنامج عمل متكامل للدعاة الى الله ، فإنها تفصّل القول في العقبات التي لا بد من تذليلها عبر قصة موسى وهارون. كيف دعيا الى الرب.
وتهدينا هذه الآية أولا : الى ضرورة مقاومة خوف الفشل ، الذي يعتري حتى الأنبياء قبل اعتصامهم بالله.