[٩] ان عزة الله تتجلى في سنة (الزوجية) بينما تتجلى رحمته في الكرامة التي أسبغها على الأشياء ، فلم يمنع عن الناس حاجاتهم ، بل أودع في الأرض ما ينفعهم ، وكما خلق حاجة في هذا الطرف خلقها في الطرف الثاني ، فلم يزل هذا بذاك ، وذاك بهذا.
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)
والنفس المؤمنة تعيش التوازن بين اسمي العزة والرحمة. أي بين الخوف من غضب الله ، والرجاء لرحمته ، وأكثر الناس تغرّهم رحمة الله ، فيغفلون عن عزته ، يقول الدعاء :
(الهي اذهلني عن اقامة شكرك تتابع طولك ، وأعجزني عن إحصاء ثنائك فيض فضلك ، وأشغلني عن ذكر محامدك ترادف عوائدك) (٤)
وجاء في دعاء آخر :
(ويحملني ويجرأني على معصيتك حلمك عني ، ويدعوني الى قلة الحياء سترك علي ، ويسرعني الى التوثب على محارمك معرفتي بسعة رحمتك ، وعظيم عفوك) (٥)
أنما المؤمنون يقاومون هذه الغفلة بذكر نعماء الله ، والتنبه الى احتمالات ذهابها.
[١٠] ومن آيات رحمة الله أنه بعث أنبياءه الى عباده الظالمين ، أو ليس الظلم ينغص النعم ، ويستدرج العذاب؟ فمن أولى من الرب الرحيم بأن يبعث الى
__________________
(٤) مناجاة الشاكرين / الصحيفة السجادية ص (١٢٢).
(٥) من دعاء أبي حمزة الثمالي ، مفاتيح الجنان ص (١٨٧).