الفساد في الأرض ، ولا يبقى إلّا لكع أبن لكع ، كما قال الرسول (ص) آنئذ يحين موعد الساعة ، وتقوم القيامة ، والتي من علاماتها وأشراطها خروج دابّة من الأرض تكلّم الناس ، الذين يحشرون يومها على صورة مجاميع ، طيّبين وخبيثين ، فنشهد على الخبيثين بأنّهم معرضون عن آيات الله كما يشهدون على أنفسهم ، فيبدأ الحساب ثم الجزاء.
ويلاحظ أنّ القرآن يذكّرنا بحكمة الله عند ما يتعرّض لذكر القيامة ويوم البعث ، فما هي العلاقة بين ذكر الآخرة ، والتذكرة بحكمة الله؟
إنّنا عن طريق الإيمان بحكمة الله لما نراه من آثارها في كلّ أجزاء الكون ، نؤمن بالآخرة ، فما دام لكلّ شيء غاية ينتهي إليها ، إذن فلا بد أن يكون خلق الإنسان لهدف مّا ، ولو فكّرنا لوجدنا أنه البعث من بعد الموت.
ثم يحدّثنا ربنا عن بعض آثار الحكمة في الخلق ، فلو نظرنا الى الجبال لظننّا أنها ساكنة لا تتحرك بينما هي تمر في حركتها كالسحاب ، والذي يخلق عالما بهذه الدقة المتناهية ، هل خلقه بعلم أم بجهل؟!
بالطبع خلقه بعلم ، فهو يعلم أيضا ما نعمله نحن البشر.
ثم تستعرض الآيات بعض مشاهد يوم القيامة ، وتشير إلى جزاء المحسنين الذين يؤمنهم الله من فزع ذلك اليوم ـ الذي لا يستثني أحدا غيرهم ـ أما الكفّار فإنّهم يلقون على وجوههم في جهنم خالدين.
ويخبرهم الرسول (ص) بأنّ الله أمره بأن يعبده وهو ربّ مكة الذي حرّمها وله كلّ شيء ، وأن يتلو القرآن (الذي كفاه هاديا) فمن اهتدى فلنفسه ، ومن ضلّ فعليها ، وليس الرسول (ص) وكيلا عنه ، إنّما هو نذير ، والحمد لله أبدا.