(لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ)
كان يتصور (ع) ان بجانب النار جماعة ما ، يسألهم عن الطريق ، ويعود لأهله بخبر مفيد.
(أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)
والاصطلاء : هو التدفؤ.
[٣٠] كان هذا أبعد ما ذهب اليه موسى حينما رأى النار ، ولكنه كان يحمل في داخله همّا أكبر من ذلك كله ، هم تحرير شعبه وسوقه نحو توحيد الله وعبادته ، بعيدا عن العبوديات المزيفة ، ولو وصل في هذا المضمار الى نتيجة لا بد انه كان ينسى كل شيء سوى ذلك الهم.
(فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ)
وفي غمرة هذا القرب الالهي امره الله ان يقطع عنه كل علاقاته الأخرى ، وينسى أهله وضياعه ، وهلاك مواشيه ، لأنه وجد ربه ، وهنا التفاتة مهمة تعني المجاهدين أكثر من غيرهم وهي : ان عليهم الاطمئنان الى نصر الله وعونه ، وان ذلك كله لا يتأتى لأحد إلّا بعد السعي والجهاد : «وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ» (٤)
وثمّة فكرة نجدها في تفسير الامام الصادق (ع) لهذه الآية. إذ يقول :
__________________
(٤) العنكبوت / (٦٩).