الثالثة : ان البنت الصغرى هي التي تزوجت وليست الكبرى. على عكس بعض التقاليد الخاطئة التي ترى ضرورة زواج الكبرى أوّلا.
[٢٩] وبقي موسى عند نبي الله شعيب (ع) عشر سنوات ، وهي أقصى الأجلين قبل ان يقرر العودة من جديد.
(فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ)
وكان هذا إيذانا بدخول الحركة الرسالية مرحلة جديدة ، هي مرحلة العودة للتحرير ، وقد سبق أن أشرنا بأن الهجرة عند الرساليين لا تعني الهروب من الواقع وتحمل المسؤولية ، إنما تعني الإعداد الأفضل لخوض الصراع الحاسم ، ولا ريب ان موسى كان يفكر في مستقبل شعبه ، ويخطط للمعركة القادمة وهو في طريق العودة.
كان الوقت ليلا ، والفصل شتاء ، والمسير في صحراء مترامية الأطراف ، ولم تكن هذه الطريق معهودة عند موسى ، فضاع وماتت مواشيه ، فصار يلتمس عونا له على هذه الظروف ، وفي هذه الأثناء :
(آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ)
وهو الجبل.
(ناراً قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً)
وآنس من الاستئناس ، وبالفعل أعطت هذه الشعلة شيئا من الأمل للنبي موسى وهو يعاني تلك الظروف القاسية ، فأمر أهله بالبقاء ، حيث أبقاهم في مكانهم ريثما يعود ، وكانت أصعبها عليه الضياع ، وبقاء أهله في البرد ، كذلك قال :