قال رسول الله (ص):
«بكى شعيب (ع) من حب الله عز وجل حتى عمي ، فرد الله عز وجل عليه بصره ، ثم بكى حتى عمي ، فرد الله عليه بصره ، ثم بكى حتى عمي فرد الله عليه بصره ، فلما كانت الرابعة أوحى الله اليه : يا شعيب! الى متى يكون هذا أبدا منك؟ إن يكن هذا خوفا من النار فقد أجرتك ، وان يكن شوقا الى الجنة فقد أبحتك ، فقال : إلهي وسيّدي أنت تعلم أني ما بكيت خوفا من نارك ، ولا شوقا إلى جنتك ، ولكن عقد حبك على قلبي فلست أصبر أو أراك ، فأوحى الله جل جلاله إليه : أما إذا كان هذا هكذا فمن أجل هذا سأخدمك كليمي موسى ابن عمران» (٣)
وهكذا كان حيث زوج شعيب ابنته لموسى لقاء العمل عنده لمدة ثمان سنوات أو عشر ، وعلى هامش هذا الزواج هناك حقائق نشير إليها :
الاولى : من الممكن ان تختار المرأة الزوج المناسب لها ، لأن الزواج قضية مصيريّة ، ذات أثر عميق على حياة المرأة ومستقبلها ، ولكن هذا الإختيار يجب ان يكون بطريقة لائقة ، تتناسب مع حشمة المرأة ، والقيم الإلهية ، فهذه بنت شعيب انما اختارت موسى لما وجدت فيه من الصفات والمؤهلات ، من قوة وامانة ، والتزام بمفاهيم الرسالة ، ثم عرضت اختيارها بأدب على أبيها.
الثانية : قبل ان يتقدم موسى (ع) بطلب الزواج ، بادر شعيب الى ذلك ، حيث وجده كفؤا ، ووجد في زواجه من ابنته ضمانا لمستقبلها ، وسعادة لها في الحياة ، وهذا خلاف ما نجده الآن في المجتمعات التي صار فيها عرض الأب بناته للزواج ممن يجده أهلا لها عيبا كبيرا.
__________________
(٣) المصدر / ص (١٢٤).