«المؤمن حسن المعونة ، خفيف المؤنة»
وأقولها بصراحه : ان منهج الاستهلاك والشره والحرص على الدنيا في أبناء المجتمع هو الذي يؤدي ـ بالتالي ـ الى سيطرة المترفين من أولي الثروة علينا ، ومن خلالهم تحكمنا الإمبريالية الدولية. ان المترفين هم الجزء الظاهر من جبل الثلج في فساد الاقتصاد. انهم فروع شجرة ضربت بعروقها بعيدا في أعراض المجتمع.
ان الركض وراء الربح السريع ، والتهاون في العمل ، والبحث عن الرفاه والرخاء المجانيين ، وترك الإتقان ، والتطفيف في العمل. كل هذه عوامل للانحطاط الاقتصادي ، الذي يؤدي بدوره الى الفقر والتبعية.
متع الدنيا وسائل بلوغ الآخرة ، وأفضل المناهج للتحرز من الفساد الزهد في الدنيا ، دعنا نتلوا معا الحديث التالي في تفسير الآية ، وبيان المصاديق الخفيّة منه. الحديث يقول
روى حفص بن غياث قال ابو عبد الله (ع):
ما منزلة الدنيا من نفسي الا بمنزلة الميتة. إذا اضطررت إليها أكلت منها ، يا حفص! ان الله تبارك وتعالى علم ما العباد عاملون ، وإلى ما هم صائرون ، فحلم عنهم عند أعمالهم السيئة لعلمه السابق فيهم ، فلا يغرنك حسن الطلب ممن لا يخاف الفوت ، ثم تلا قوله : «تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ ....» الآية ، وجعل يبكي ويقول : ذهبت ـ والله ـ الأماني عند هذه الآية
قلت جعلت فداك ، فما حد الزهد في الدنيا؟