«فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة ، ومرقت أخرى ، وفسق آخرون ، كأنهم لم يسمعوا الله سبحانه إذ يقول : «تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» بلى .. والله لقد سمعوها ووعوها ، ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم ، وراقهم زبرجها» (٨)
ونقرأ حديثا يجعل كل حب للاستعلاء حاجزا بين الإنسان ودخول الجنة ، يقول الامام علي (ع):
«الرجل يعجبه شراك نعله ، فيدخل في هذه الآية» (٩)
(وَلا فَساداً)
إنّ اجلى مصاديقه : تخريب قيم المجتمع ومحاولة السيطرة عليه عبر الثروة ، والسعي وراء إفساد ضمير أبنائه بالرشوة.
ومن مصاديقه : إفساد اقتصاده بالغش ، وسرقة جهود الفقراء بوسائل غير شريفة ، والتلاعب بأرزاق العباد بالاحتكار ، ولكن لا يتوقف الفساد عند هذا الحد ، بل شهوات الدنيا جميعا تدعوك الى الفساد إذا لم تضبطها في حدود العقل والشرع. أو ليس الإسراف في استهلاك الموارد الطبيعية ينشر الفساد فيها ، كذلك الإكثار في الطعام والجنس يرهق جسمك ، وهو بدوره يعتبر ضربا من الفساد؟!
أو ليس طلب المزيد من الحقوق في مقابل القليل من الواجبات يرجح كفة الفساد في حياتك؟! بلى .. لذلك جاء في الحديث في صفة المؤمن :
__________________
(٨) المصدر / ص (١٤٣).
(٩) المصدر / ص (١٤٤).