الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) وانه هو الذي (يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها).
ولكي تطمئن نفوس المجاهدين يبين القرآن حقيقة الدنيا ، وانها لهو ولعب ، وانما الحياة حقا في الدار الآخرة.
وان علاقات المشركين باطلة ، والدليل انها لا تنفعهم عند الشدة ، فحين تحيط بهم أمواج البحر ، وتكاد تبتلعهم يدعون الله مخلصين له الدين ، ثم يشركون بعدئذ بالله. كفرا بنعمته ، ومزيدا من التمتع بملذات الدنيا الزائلة التي سوف يعلمون مدى خسارتهم بها.
ثمّ يبين الله انهم يؤمنون بالباطل ، ويكفرون بنعمته عليهم ـ والرسالة أعظم نعمة ـ ألا تراهم لا يعتبرون بهذا الحكم الإلهي الذي يؤمن لهم السلام في مكة ، بينما يتخطف الناس من حولهم.
وبعد أن يبيّن مدى الظلم الذي يقترفه الذين يفترون على الله كذبا بحق أنفسهم والناس ، يبشر المجاهدين بأنه سيهديهم سبله التي تقربهم إليه ، وتساعدهم للتمكن في الأرض ، وان الله لمع المحسنين.