والروائح الكريهة وإذا مات أحدهم ، يبقى على وضعه حتى ينتن جثمانه ، ويتفسخ ، ثم يموت الآخرون الواحد بعد الآخر فيهدم عليهم السجانون الطامورة بعد أن أضحى الجميع رميما.
وبالرغم من تلك الفتنة المجهدة كان الواحد منهم ـ لو كتب له الخروج من تلك الطامورة ـ انما يخرج ليشهر سيفه ثائرا ، وما كان ذلك الإرهاب ليلويهم عن أهدافهم ، لأنهم قد اختاروا طريقهم بوعي ، وآمنوا بما عملوا إيمانا حقيقيا ، ولأنهم عرفوا أن هذا الأذى الدنيوي أمره حقير ، وخطره يسير ، وأمده قصير ، إذا ما قورن بما ينتظر أعداءهم يوم القيامة ، ذلك العذاب الذي يتمنّى الإنسان لو أن عنده ملء الأرض ذهبا فيفدي نفسه به.
(وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ)
أيتصور هؤلاء إن ادعاءهم الإيمان سينقذهم؟! يقولون : نحن مع المؤمنين حينما تكون عند المسلمين دولة ، ولكنهم مع الكفار حينما يتعرض المسلمون للسجن والقتل!
(أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ)
بلى ان الله سبحانه يعلم ما في صدر هذا وذاك ، وما يكنّونه من الايمان أو الكفر.
[١١] (وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ)
فالله يعلم من الذي آمن وصبر ، كما يعلم من هم الذين آمنوا ثم انهاروا ، والمنافقون هم أولئك.
[١٢] (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ