مغشّاة بنور الله ولست تنالها إلّا بالشهادة» (٢)
وجاء في الحديث المعروف : «أشد الناس بلاء الأنبياء ثمّ الذين يلونهم الأمثل فالأمثل» (٣)
بينات من الآيات :
[١٠] (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ)
ادعاء وليس اعتقادا.
(فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ)
وهل تقاس الفتنة التي يمتحن الله بها عباده بعذابه؟! انه قياس باطل ، فأين الفتنة المحدودة البسيطة التي قد تنطوي على هدف كريم من العذاب الشديد الدائم ، الذي يعني نقمة الله وهوانه على من فشل في دار الفتنة ، وما الأذى الذي كان يلحق بالمؤمنين الصادقين من العلويين إلّا لأنهم كانوا يثورون ضد السلطان الجائرة الفاسدة ، ولا يتوانون عن الثورة رغم ما كانوا يلاقونه من قمع وإرهاب. كانوا يلقون بالثلاثة أو الأربعة منهم في سجن مظلم لا يميّز فيه الليل عن النهار ، كانوا يتناوبون على قراءة القرآن لتحديد مواعيد الصلاة ، فمثلا يقرأ الأول ثلث القرآن فيصلون الصبح ، ويقرأ الثاني الثلث الثاني من القرآن فيصلون الظهر والعصر ، ويقرأ الثالث الثلث الأخير من القرآن فيصلون المغرب ، أما غذاؤهم فلا يأتيهم إلّا مرة واحدة في اليوم يرمى به إلى طامورتهم المغمورة الرطبة ، التي تنتشر فيها الجراثيم والحشرات السامة ، وفي تلك الظروف الحرجة حيث القاذورات
__________________
(٢) مقتل أبي مخنف ص ٢٤
(٣) الكافي ج ٢ ص ٢٥٢.