وهناك كثير من الناس يضع على عينيه نظّارات حمراء وخضراء وسوداء ، ولكن على شكل مجلات ، وجرائد ، وإعلام مضّلل ، فلا ينتبهون لذلك الاعلام المضلل ، إن تلك المجلات الزاهية ذات الورق المصقول ، والصور الملونة ، تزرّق في الأذهان تفسيرات خاطئة للأحداث وتبريرات مبتدعة للجرائم وتشوية للحقائق الواضحة ، هذا عدا اللغو والكذب والبهتان.
فعلى المؤمن أن لا يعطل عقله ويأخذ ما في هذا الاعلام أخذ المسلمات ، بل عليه أن يستخدم عقله ، ويعمل على تغذيته بقراءات موجهة هادفة ، ليرى العالم على حقيقته لا كما يراه الآخرون.
وبعد عرض وجهات النظر القرآنية حول بعض الأفكار ، يضرب ربنا سبحانه وتعالى الأمثال من واقع الأمم السابقة ، وكيف ان المؤمنين قاوموا الصعوبات وهم يدعون إلى ربهم ، دون أن ينهاروا إزاء الأذى والصعوبات التي تعرضوا لها.
استمر نوح (عليه السلام) خمسين وتسعمائة سنة. يدعو قومه دون أن يستجيبوا له ، حتى اضطر أن يستقل ظهر السفينة عند ما أراد الله إهلاكهم ، فأنقذه الله سبحانه والذين آمنوا معه من الطوفان ، وهذا النبي إبراهيم (عليه السلام) يمكث في قومه زمنا طويلا فلم يكن جزاؤه إلّا الإلقاء في النار ، ولما نجّاه الله نفوه بعيدا عن بلاده ، وهذه الامتحانات لا تدل على ان الله سبحانه لا يحب الإنسان ، بل على العكس تماما ، فقد تكون الفتنة في كثير من الأحيان دليلا على حب الله للمفتون ، ولرفع درجته عنده.
جاء في الأثر : ان الامام الحسين (ع) رأى جده رسول الله (ص) في المنام ذات مرة فشكا إليه جفاء قومه ، فقال له الرسول (ص) : «يا بني! إن لك عند الله درجة